بعد غياب دام أكثر من ٣٠ عامًا عن عالم الدّراسة، قررت العودة لمواجهة تحدٍّ جديد، تحدي العلم والتّعّلم.
كانت الرغبة في استعادة حلمي القديمِ تتقدَّم بثباتٍ وسط زحام المسؤوليّات وأعباءِ الحياة. وبالفعل، بدأتُ الخطوات الأولى بالبحث عن الجامعات والبرامج التي تناسب وضعي واهتماماتي. ووقع اختياري على الجامعة العربية المفتوحة حيث وجدت فيها شريكًا مثاليًا لرحلتي التعليمية لقوّة برامجها وتنوّعها، بالإضافة إلى مرونة نظامها التعليمي مما سمح لي مواصلة العمل بدوام كامل والاهتمام بأسرتي، بينما أتابع دراستي بجدية وتفانٍ.
لم يكن الطريق سهلاً، فكان عليّ تحقيق التوازن بين العمل والأسرة والدراسة. وعلى الرغم من أن عمري قد تقدم، وبالرغم من التحديات التي تنتظرني، إلا أن الرغبة في تحقيق حلمي كانت دومًا هي السّراج الذي ينير لي الطريق.
كانت الليالي طويلة والأيام مليئة بالتحديات، ولكني لم أتوقف أبدًا عن المضي قدمًا. كل محاولة كانت خطوة نحو الأمام، تقربني أكثر إلى هدفي المنشود، وكلما زادت الصعوبات، ازددتُ إصرارًا وعزيمة على التغلب عليها.
واليوم، وفي لحظة من الانتصار، حصلت على الشهادة الجامعية التي طالما حلمت بها متصدّرة المرتبة الأولى في تخصّص اللغة الانجليزيّة وآدابها. كانت تلك اللحظة بمثابة نقطة تحول في حياتي، فقد أدركت أن العمر ليس حاجزًا أمام تحقيق الأحلام، وأن الإرادة القوية قادرة على تحقيق المستحيل.
أشعر بالفخر والثقة والإيمان بقدرتي على تحقيق أي شيء أضعه هدفًا أمام عيني. إن عودتي للدراسة بعد هذا الانقطاع الطويل لم تكن مجرد قرار، بل كانت مغامرة شجاعة، وأنا اليوم أجني ثمارها بكل فخر واعتزاز.